الأمريكان يكتشفون سر التفوق اليابانى

المعلم تاكيهيكو سواد منهمكاً في شرح دروسه بمدرسة الأحداث العالية (مدرسة تشتمل على الصفين السابع والثامن من المرحلة الابتدائية، وعلى السنة الأولى من المرحلة الثانوية) في أوساكا باليابان، كان أحد طلبة الصف الثامن الابتدائي قابعاً في غرفة منزله مكرراً عادة الغياب دون إذن. لقد حاول الطالب أن يرتدي زيه المدرسي لكنه للأسف لم يستطع. وقد شعر والداه في البداية بالقلق، لكنهم في النهاية توصلوا إلى قناعة مفادها أنه لا جدوى من الضغط عليه بما لا يرغبه». فماذا كان حل سوادا؟ لقد قرر زيارة الطالب في منزله لعلهما يتحادثان أو يلعبان سوياً لعبة الننتيندو. بعد ذلك إذا اكتشف أن الطالب منسجم معه، فسيسويان الأمر معاً، ويشرعان في تعويض ما فات من الدراسة بكل جدية وبالفعل حدث كل ذلك. وواصل الطالب دراسته وانتقل إلى المدرسة العليا، ومنها إلى الكلية التي تخرج فيها ناجحاً بعد ذلك. تلألأ وجه المعلم "سوادا" بالسعادة والفخر وهو يروي مؤخراً هذه القصة لمجموعة من المعلمين من ولاية الينوي، بعد أن أمضوا أسبوعين في جولة في المدارس اليابانية. وكان المعلمون الأمريكيون يمنُّون أنفسهم بأن يلقوا نظرة خاطفة على المدارس اليابانية يستطيعون من خلالها اكتشاف سرتفوق الطلبة اليابانيين المستمر على نظرائهم من الطلبة الأمريكيين في الاختبارات الدولية، علاوة على تفهم قدر ما عن الثقافة والمجتمع الياباني. وقد عززت قصة المعلم سوادا ما استخلصه بعض المعلمين الأمريكيين بالفعل وهو «أن الطلبة اليابانيين يتفوقون لأسباب تتجاوز ما يتعلمونه في الفصل المدرسي». وقد زار الوفد الأمريكي - الذي أوفدته الغرفة التجارية والصناعية اليابانية في شيكاغو - المدارس الابتدائية، ومدارس الأحداث العالية، والمدارس العليا (الثانوية) في مدينتي أوساكا ونيجاتا. وقد رأوا فصولاً مزدحمة ومكدسة، ووسائل تعليم مرئية قليلة، بل والمدهش للغاية أجهزة حاسب آلي قليلة للغاية مقارنة بالموجود في مثيلاتها من المدارس الأمريكية. ووجدوا أن النماذج المثالية التي يحرص عليها التعليم الأمريكي، والمتمثلة في: معدل محدود من المعلمين والطلبة، مشاركة الطالب، التدريبات في المسائل الذهنية المهمة، هذه الأمور غير متوافرة - تقريباً- في الصفوف التي زاروها وراقبوها. ويقول أحد أفراد تلك البعثة: أنني طوال عمري أسمع عن التعليم الياباني، لكن يبدو لي الآن أن الأمر لا يتعلق بتعليمهم، وإنما يتعلق بما يفعلونه زيادة عن هذا التعليم». إن المدرسة في اليابان هي مركز حياة الأطفال، ويميل أولياء الأمور والمعلمون إلى التوحد والتكامل في الوظائف التي يؤدونها. ففي المدرسة، يتعلم الطلبة كل شيء من أول مبادئ الأخلاق حتى كيفية استخدام العيدان في تناول الطعام، ويتولى الطلبة مسؤولية تقديم طعام الغداء، وتنظيف المدرسة بعد انتهاء الحصص الدراسية. ومن الشائع والمعتاد بالنسبة للمعلمين اليابانيين زيارة الطلبة في منازلهم، ويتواصل المعلمون وأولياء الأمور أو الوالدان من خلال إبداء ملاحظاتهم عن الاختبارات والواجب المنزلي، والسلوك الذي يبديه الطلبة. وتستمر الفصول الدراسية في اليابان لمدة 220 يوماً في العام - من بينها يوما سبت شهرياً - وذلك مقارنة بــ 180 يوماً دراسياً في الولايات المتحدة الأمريكية. وينتهي التعليم الإلزامي بعد الفصل التاسع وينتقل الطلبة الذين يجتازون اختبارات القبول إلى المدرسة العليا، فالكلية. وهناك ضغط هائل على الطلبة ليجتهدوا للغاية، لأن الدرجات التي يحققونها تحدد دخولهم لأفضل المدارس، ولذلك تنتشر الفصول الخاصة التي تضيف ما ينقص الطلبة في المدارس المزدحمة. ويقول النقاد إن التركيز على الإنجاز الأكاديمي يأتي على حساب التفكير المستقل. فالتلاميذ يرتدون زياً موحداً وكأننا نشجعهم على ألا يتفوقوا ويتميزوا. ووزارة التعليم تضع منهجاً قومياً وتوافق على نصوص الكتب. وتستهدف الفصول الدراسية الطالب المتوسط، ولذا يرى البعض أن المناهج تصيب الموهوبين بالسأم والملل، وتخسر بطيئي التعليم. ويرى جونوشي كانزا - من إدارة التعليم بمدينة أوزاكا - أن النظام التعليمي قد أصبح ذا صبغة أمريكية (أمريكاني) بالفعل. فحجم الفصل تقلَّص من نحو 48 طالباً للفصل الواحد منذ عشر سنوات مضت إلى أن أصبح 40 طالباً اليوم، بينما معدل الرسوب يتزايد (من 5.2% في عام 1995 إلى 3% في عام 1996 في أوساكا). ويضيف كانزا قائلاً: «إن التغيرات تعكس تحولات اجتماعية. فقد انخفض معدل المواليد منذ منتصف الثمانينيات (1980)، وزاد عدد الطلاب الذين يعملون ليلاً بدلاً من أن يذاكروا». وقد اقترحت إحدى اللجان الاستشارية لوزارة التعليم الياباني مؤخراً العديد من الإصلاحات، من بينها إلغاء الفصول الدراسية أيام السبت، وتكييف التعليمات وفق حاجات الفرد. ويتعجب الخبراء متسائلين: «هل ستؤدي الإصلاحات الأمريكية الطراز إلى تهديد عنصر الجودة؟ لكنهم يرون أن هناك فرقاً واحداً ضخماً على الأقل، فضريبة الملكية في الولايات المتحدة تمول التعليم العام الإلزامي بشكل متفرد، بينما تقوم الحكومة في اليابان بالتحكم في الميزانية المتخصصة للتعليم. ويرى أندريه كير - مدير المدارس العامة بشيكاغو وأحد أعضاء الوفد الأمريكي - أن تناغم الثقافة يسهم إلى حد كبير في الإنجازات الأكاديمية «فكل امرئ لديه نفس الهدف والمتمثل في تحسين حياة الشعب الياباني» غادر المعلمون الأمريكيون اليابان وصرحوا بأنم نجحوا في فهم واستيعاب قدر طيب من الثقافة اليابانية، وأقاموا روابط وجسوراً لإجراء تبادلات في المستقبل بين البلدين. وصرحت ميرلي إيرلش - أستاذة مادة التاريخ في مدرسة استريم وود العليا وأكاديمية الدراسات الدولية في شيكاغو - قائلة: «إن الاتصالات التي أجريناها مع زملائنا في اليابان قد أتاحت لنا بدء التخطيط في عمل تبادل بين المدرستين الأمريكية واليابانية». وأضافت ميرلي إيرلش «إن تجربة السفر للتعرف على ثقافات أخرى تجعلنا أكثر إحساساً حينما ندرس أي شيء عنهم. وقد أصبح لدينا نوع مختلف من الاحترام والمودة بالشعب الياباني لم يكن لدي أنا تحديداً من قبل

يعطيك العافية ومشكور

Admin عدد المساهمات : 1013 تاريخ التسجيل : 17/12/2010

الأمريكان يكتشفون سر التفوق اليابانى 465312

:كشخه:

الأمريكان يكتشفون سر التفوق اليابانى 35186

» كوبرى يمر خلال مبنى فى اليابان ... قمة الابداع اليابانى
» معجزة الرسول التي أثبتها الأمريكان, بعد أن أنفقوا 100 مليار دولار